الجواب : إنه مبالغة في نفي قديم غير الله، فكأنه قال : كل شيء ما عدا الله فهو محدث مخلوق أي فحكمه ذلك أن لو وجده . [ أو تقول أن التأثير معنى حقيقي قائم بالأثر في حال تأثيره كالضرب معنى حقيقي في المضروب ونحو ذلك من الأغراض المحدثة. ثم ظهر لي أن هذا الوجه أولى مما تقدم] (¬1) .
69 ويجوز قولك آمر بالذات قبل الفعل أي هو قادر وحداني
أي يجوز لك على قول بعض أصحابنا أن تقول هو تعالى لم يزل آمرا وناهيا بمعنى أنه قادر على الأمر والنهي في الأزل لا لأن هناك أمورا ومنهيا. ويجوز وصف القادر على الشيء به قبل أن يفعله، فأنهم يقولون: » زيد ماش وكاتب« ، إذا كان يقدر على المشي والكتابة، وان كان لم يفعلها بعد. فوصفه مجاز، وكذا وصفه »تعالى« بالآمر والناهي قبل أن يفعلهما. ومنع المشارقة من أصحابنا أن يقال ذلك في حقه تعالى لإيهامه أن يكون في الأزل مأمورا ومنهيا .
فمعنى قوله : آمر بالذات : إي قادر بذاته على الأمر، ولو لم يأمر مثلا ، فلذا فسره بقوله: أي هو قادر .
? هل الخلق غير الأمر ؟
70 إن قلت أن الله ميز أمره عن خلقه قلنا لعظيم الشان
أي إن قلت محتجا علينا في قدم القرآن بقوله تعالى { ألا له الخلق والأمر } (¬2) قائلا بأنه تعالى فصل الأمر عن الخلق فدل على أنه غير الخلق لأن العطف يوجب تغاير المتعاطفين كما يدل عليه قوله تعالى { ثيبات وأبكارا } (¬3) فالابكار غير الثيبات وكذا الأمر غير الخلق .
صفحة ١٢٢