وفي (شفاء الحائم على بعض الدعائم) لأبي القاسم البرادي، رحمه الله تعالى : أن قائل ذلك هو ابن صوريا ونص عبارته الثالثة : أي من الخصال التي شاكلت فيها المرجئة (¬1) اليهود مشاكلتهم لأبن صوريا من اليهود حين قال : ما أنزل الله على بش من شيء، وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له : (أنشدك الله أما تقرأ في التوراة أن الله يبغض الحبر السمين) وكان ابن صوريا شابا سمينا أعور، فقال : (ما أنزل الله على بشر من شيء) .
وكذلك المرجئة في نفي خلق القرآن . فإذا قيل لهم : قال الله سبحانه: { إنا أنزلناه في ليلة مباركة } (¬2) وقال: { إنا أنزلناه في ليلة القدر } (¬3) قالوا العبارة عنه فأنكروا نزول القرآن، وردوا شهادة الله -سبحانه- وشهادة الملائكة (¬4) عليهم السلام . قال سبحانه : { أنزله بعلمه والملائكة يشهدون } (¬5) .قال,قال الشيخ أبو يعقوب :فسبحان الله من قوم أنكروا نزول القرآن كاهل الأوثان .وقد أنكرت المرجئة نزول القرآن ,كما أنكر ابن صوريا من اليهود من اليهود نزول التوراة ,هذا كلامه (¬6) .
صفحة ٨٩