وقد لاح بالفجر الثريا كما ترى كعنقود ملاحية حين نورا (¬1)
وقول الآخر :
يا صاحبي تقصيا نظريكما تريا وجوه الأرض كيف تصور
تريا نهارا مشمسا قد شابه زهر الربا فكأنما هو مقمر (¬2)
وفي كلامه من هذا النوع كثير فمن ذلك قوله :
ولمن بأذيال الهوى مستمسك فهو الحجاب له عن الرحمن
تلفيه في دأماء جهل راسبا في غيه يهوى على الأذقان
ولو ارتقى درج المعارف في سما تحقيقه وعلا على كيوان
إلا إذا ما أدركته عناية لخلاصه من ربقة الخذلان
فسعى إلى المولى بنور العقل لا كفعال قوم قلدوا الذيماني
ففي كل واحد من هذه الأبيات من ذلك النوع شيء حسن كما لا يخفى على من له أدنى إلمام بعلم البيان .
5 شبهت بالقرآن ربك جاهلا حسنت لديك سفاسف الشيطان (¬3)
أي شبهت مالكك بمشابهة بعض خلقه له وهو الكلام المنزل على رسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم - حال كونك معتقدا للباطل أنه حق لأجل ما زين لك من الشبه التي ألقاها الرجيم في ذهنك .
صفحة ٦٦