والريح تعبت بالغصون وقد جرى ذهب الأصيل على لجين الماء
والوجه الجامع في تشبيه البغي بالقوس هو أن البغي تصدر عنه الأشياء المفسدة للعالم والقوس يصدر عنه السهام المفسدة لبنية الحيوان ، وقرن القوس بعن لأن العرب تقول : رميت عن القوس ورميت على القوس ، ولا تقول رميت بالقوس إلا إذا أرادوا إلقاء نفس القوس يصدر عنه السهام المفسدة لبنية الحيوان ، وقرن القوس بعن لأن العرب تقول : رميت عن القوس ورميت على القوس ، ولا تقول رميت بالقوس إلا إذا أرادوا إلقاء نفس القوس من اليد ، وفي إقارنه بعن إشعار بأنهم نحو السهم عنه ، وفي إقرانه بعلى إشعار بأن السهم كان موضوعا فوقه .
وقوله بالذي ألبسته : أي بسبب ما أدخلت فيه والمدخل له هو الشيطان لأنه هو المزين له ذلك . شبه البهتان الخالص بثوب يلبس ، ثم حذف المشبه به وذكر من لوازمه الإلباس على سبيل الإستعارة (¬1) بالكناية (¬2) .
والبهتان : اسم لافتراء الكذب والقذف بالباطل واضافة الخالص الى البهتان من باب اضافة الصفة الى موصوفها . والبهتان الذي قذفهم به الناظم في تلك النونية هو ما تضمنه كلامه الذي اردناه ألفا من التضليل لهم والدعاء عليهم وغير ذلك مما هو عن حماهم بمراحل .
4 متعسفا بيداء جهل راكبا عشواءة تهوي بغير عنان
أي فاعلا لذلك القذف من غير روية ، وسالكا بغير قصد طريق الجهل الذي هو كالمكان المنقطع الذي لا ماء فية ، كائنا في حالة سلوكه كراكب على فرس ضعيفه البصر منقضة في ذلك الطريق انقضاض العقاب على الطير او ساقطة في المهاوي كسقوط دلو انقطع بها الرشاء لا لجام لها يمنعها عن ذلك الهوى . فقوله:
صفحة ٦٤