روض البيان على فيض المنان في الرد على من ادعى قدم القرآن

نور الدين السالمي ت. 1332 هجري
115

روض البيان على فيض المنان في الرد على من ادعى قدم القرآن

تصانيف

وقد قال الشيخ أبو القاسم: لعمري لقد انكروا نزول القرآن صراحا. ورفع عن بعضهم أنه قال في كتابه جآء الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انه قال: »أنزل الله القرآن كله جملة واحدة وجعلة في بيت العزة في سماء الدنيا« فكان نزوله على النبي عليه السلام نجوما، فاختلف جواب شيوخنا في هذا، فقال بعضهم: القرآن وأنزل: مجاز. وقال بعضهم: انه لم ينزل القرآن. ثم قال: فهل عجب أعجب من هؤلاء الذين كذبوا قول الله عز وجل: { إنا نحن نزلنا عليك القرآن } (¬1) وردوه انتهى.

أعاذنا الله والمسلمين من أسباب الردى وفتنة الاهواء ووفقنا لما يحب ويرضى.

* أعظم معجزة:

97 سبحان من أوحاه أعظم آية لرسالة المبعوث من عدنان

أي تنزيها لمن أوحى القرآن العظيم حال كونه أكبر علامة دالة على رسالة النبي المرسول من بني عدنان.

فسبحان: علم عن التنزيه، والمنزه هو الرب عز وجل لان الايحاء باذنه هو الذي خلقه.

آية: تمييز بمعنى علامة، والمراد بالعلامة هنا دليل النبوة. وإنما كان القرآن أعظم رسالة على نبينا - صلى الله عليه وسلم - لأنه هو المعجز الباقي إلى آخر الأبد، فمن ثم قيل: »ما من نبي إلا وانتقضت معجزته بوفاته إلا نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - فان معجزته باقية أبدا« .

واختلف في جهة إعجازه فقيل: من حيث التراكيب على أنه أفحم البلغاء فيها. وقيل: من حيث إخباره بالغيب وقد وقع على ما أخبر، وقيل: من حيث إخباره بالغيب وقد وقع على ما أخبر، وقيل: من حيث إخباره عن الامم الخالية، وقيل: من حيث عدم التناقض فيه مع طوله.

صفحة ١٥١