175

روض الأخيار المنتخب من ربيع الأبرار

الناشر

دار القلم العربي

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣ هـ

مكان النشر

حلب

بركاته. قال الحجاج لابن القرّة: ما الكرم؟ قال: صدق الإخاء في الشدّة والرخاء.
عمر ﵁: احذر صديقك إلّا الأمين، ولا أمين إلّا من خشي الله.
أبو بكر الخوارزميّ: من لم يؤاخ إلا من لا عيب فيه قلّ صديقه، ومن لم يرض من صديقه إلا بإيثاره إياه على نفسه دام سخطه، ومن عاتب صديقه على كلّ ذنب كثر عدوّه. كان إبراهيم ﵇ إذا ذكر زلّته غشي عليه وسمع اضطرابه من ميل، فقال له جبريل: يا خليل الله، الخليل يقرئك السّلام ويقول: هل رأيت خليلا يخاف خليله؟ فقال: يا جبريل كلّما ذكرت الزلّة نسيت الخلّة «١» .
أنس ﵁: رأيت أصحاب النبي ﷺ فرحوا بشيء لم أرهم فرحوا بشيء أشدّ منه، حين قال رجل: يا رسول الله، الرجل يحبّ الرجلّ على العمل من الخير يعمل به ولا يعمل بمثله، فقال: «المرء مع من أحبّ» . قيل:
وإذا الرجال توسّلوا بوسيلة ... فوسيلتي حبّي لآل محمد
أبو هريرة ﵁، عن النبي ﷺ: «إذا زار العبد أخاه في الله ناداه مناد من السماء: طبت وطاب ممشاك، بوّأت لك منزلا في الجنّة» . وعنه ﷺ: يقول الله ﷿: «حقّت محبّتي للمتحابّين فيّ والمتزاورين فيّ» .
قيل: الزيارة تغرس المودّة. في كتب الهند: ثلاثة تزيد في الأنس والثقة:
الزيارة والمؤاكلة والمحادثة. كان للسّنجاريّ صاحب انقطع عنه أياما فعتبه بالكتاب، فكتب الصاحب إليه بيتي الحريريّ رحمه الله تعالى:
لا تزر من تحبّ في كلّ شهر ... غير يوم ولا تزده عليه

1 / 179