قال ثابت: إذا تطول على.
قال أبو العباس: أو بعد الأسبوع.
قال ثابت: هو كالأول فى بعد المدة عندى.
قال أبو العباس: وهل هذا الأجل فى هذا النوع مما يستبطأ؟
قال ثابت: إذا متعتنى بما فيه شفاء النفس فكذلك، إلا أنك لو لم تقطع الكلام فيه، ثم كان يكون بعد العام لكان مما يستقرب، فإن جمعت إلى الفرحتين جميعا، لأن يكون ذلك بكرم إحسانك!
قال أبو العباس: سأعجل لك الكلام بالبيان وأفى لك بالوعد.
قال ثابت: كل ما تأتيه فهو يقصر عنك مع علوه على الأشياء، لا أقول غيره.
قال أبو العباس: فى تطويل هذا الكتاب وإخراج الكلام الغلق فيه — للفيلسوف فيه أرب آخر لم أخبر به.
قال ثابت: وما هو؟
قال أبو العباس: لا يدرك ذلك إلا المستأهل، لأن الذى يدرك ذلك من هذه الكتب فبتفهمه لها، فإنه المستحق لعلمه ما هو أرفع منه. وسأقصر الخطب فى التجاوز إلى قول الفيلسوف فى هذا الكتاب:
قال أفلاطون: إذا تممت الكلام وتفهم، فقد كسرت بعض مصائد الطبيعة وبدا لك ما اعتد.
قال أحمد: إن أعظم مصائد الطبيعة وأشدها اختطافا الشره والقنية والحرص على الإكثار، وفى إدراك ذلك ما يزيل ما ذكرت بكليته، لأن المتيقن أنه نال نهاية العناء لا يعرج على شىء ولا يعبأ به.
صفحة ١٥٢