237

Rasail Hikma

تصانيف

============================================================

يجد له عزما، فصاروا أولو العزم خمسة، وكل واحد من هؤلاء النطقاء اى بظاهر اقامه لأصحابه ومستحقيه، وكان بين يديه آساس ووصي يكون له خليفة بعد وفاته، فكان لنوح سام ، ولإبرهيم إسمعيل، ولموسى يوشع ابن النون من بعد هرون، ولعيسى شمعون، ولمحمد علي ابن أبي طالب؛ فلم ينتقل كل واحد من هؤلاء النطقاء حتى اشار إلى آساسه ، وقام الأساس بتأويل ما اتى به الناطق، فصاروا زوجين، وبهذا نطق الكتاب: "ومن كل شيء خلقنا زوجين" [49/51]، فدل بان الفرد الذي بينهما هو المراد وهو المطلوب، وإنما الزوج الأول دل على الثاني والثاني دل على الثالث، وهو المراد والغاية والنهاية؛ نطق القرآن بهذا لعنى: و "ضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب" [13/57]، فدل بان الظاهر من قبله العذاب، وانه وصاحبه عذاب، والباطن فيه الرحمة، ولم يقل هو الرحمة، وفي الشيء ما اودع فيه، وليس هو الشيء بعينه، فدل بان الباطن يدل على الرحمة، وهو القسم الثالث في الدين، وهو القسم الخامس في العلوم؛ والاشارة إلى الظاهر والمعنى لصاحبه وهو الناطق، والاشارة إلى الباطن والمعنى ل صاحبه وهو الأساس، فدل بهذا بان الناطق ليس هو المراد، ولا أساس هو المراد، لانهما عبدان مستخدمان دالان على مدلول، وذلك المدلول هو المراد، وهو للعلوم القسم الخامس، وهو للدين القسم الثالث، كما تقدم القول فيه ؛ لان القسمين الأولة للدين، والقسمين أخرى للطبيعة ، يبقى القسم الحقيقي وهو الفرد وإليه الاشارات. وإنما ذكرنا قسمين الطبيعة لوقوع العلم عليهما، والأربعة اقسام قسمان للدين وقسمان للطبيعة، والعلم واقع عليهما بمجاز اللفظ لا بالحقيقة، والحقيقة واقعة على القسم الخامس:

صفحة ٦٩٧