بلغ السماء سمو بي
ت شيد في أعلى مكان
بيت علا حتى توا
رى في ذراه الفرقدان
فانعم به لا زلت من
ريب الحوادث في أمان
فاستجاد سرعتها وكتبها في الطارمة وخلع علي. وكان أبو القسم ملولا، والملول ربما مل الملال. وكان لا يمل أن يمل ويحقد حقد من لا تلين كبده، ولا تنحل عقده. وقال لي بعض الرؤساء معاتبا: أنت حقود ولم يكن حقودا، فقلت له: أنت لا تعرفه، والله ما كان يحنى عوده ولا يرجى عوده، وله رأي يزين له العقوق، ويمقت إليه رعاية الحقوق، بعيد من الطبع الذي هو للصد صدود، وللتآلف ألوف ودود ، كأنه من كبره قد ركب الفلك واستوى على ذات الحبك، ولست ممن يرغب في راغب عن وصلته، أو ينزع إلى نازع عن خلته، فلما رأيته سادرا جاريا في قلة إنصافي على غلوائه، محوت ذكره عن صفحة فؤادي، واعتددت وده فيما سال به الوادي.
ففي الناس إن رثت حبالك واصل
وفي الأرض عن دار القلى متحول
وأنشدت الرجل أبياتا، أعتذر بها في قطعي له:
صفحة غير معروفة