عذال ما قد أحبوا
وآنس الرشد مني
قوم أعاب وأصبو
آليت أشرب خمرا
ما حج لله ركب
وأقبلت على نفسي مخاطبا ولها معاتبا، والخطاب لغيرها والمعنى لها: لقد أمهلكم حتى كأنه أهملكم، أما تستحيون من طول ما لا تستحيون؟ فكن كالوليد تقلبه يد اللطف به على فراش العطف، عليه تصرف إليه المنافع بغير طلب منه لصغره، وتصرف عنه المضار بغير حذر منه لعجزه، أما سمعت الرسول - عليه الصلاة والسلام - إذ يقول في دعائه: «اللهم اكلأني كلأة الوليد الذي لا يدري ما يراد به، ولا ما يريد» ألا متعلق، والإذلال ذيال دليله، ألا معد مطية ورحلا ليوم رحيله؟! يا هلاه الدلجة الدلجة، إنه من لم يسبق إلى الماء يظمأ، إنما منعتك ما تشتهي ضنا بك وغيرة عليك، قال الرسول - عليه الصلاة والسلام: «إذا أحب الله عبدا حماه الدنيا.» وأنت تشكوني إذا حميتك وتكره صيانتي إذا صنتك، ألا لائذ بفنائنا ليعز؟ ألا فار إلينا لا فار منا؟ يا من له بد من كل شيء ارحم من لا بد له منك على كل حال، الله يغني بشيء عن شيء. وليس يغني عنه بشيء؛ فلهذا قال جبريل للخليل: ألك حاجة؟ قال: «أما إليك فلا.» الله يستحق أن يسأل وإن أغنى؛ لأنه لا يغنى بشيء عنه أطعه لتطيعه ولا تطعه ليطيعك فتفر وتمل، من ترك تدبيره لتدبيرنا أرحناه، جل من لوالب القلوب والهمم بيده وعزائم الأحكام والأقسام عنده:
أنسيت ذكر أحبة
ينسون ذنبك عند ذكرك
وجفوتهم ولطالما
كانوا خلافك طوع أمرك
صفحة غير معروفة