باب العدل ومسائله
العدل له معنيان: لغوي واصطلاحي.
أما اللغوي: فهو يطلق على المثل يقال: هذا عدل هذا أي مساو له في القدر، قال الله تعالى: {أو عدل ذلك صياما}[المائدة:95] } ويطلق على الإنصاف، ويطلق على الجور فهو من أسماء الأضداد.
وأما الإصطلاحي: فالعدل عند الفقهاء من أتى بالواجبات واجتنب المقبحات. وأما في إصطلاح أهل علم الكلام: فقالوا قد يراد به الفعل وقد يراد به الفاعل وقد يراد به هذا العلم، فإذا أريد به الفعل فحده عند قاضي القضاة: هو كل فعل حسن يفعله الفاعل لينفع به الغير أو ليضره، واعترض بترك الظلم فإنه عدل وليس بفعل، وله أن يقول أن التروك عنده أفعال.
وقال الإمام مانكديم عليه السلام: هو توفير حق الغير واستيفاء الحق منه. وأما إذا أريد به الفاعل فقال المهدي عليه السلام: هو من لا يفعل القبيح ولا يخل بالواجب وأفعاله كلها حسنة، وما أحسن وأجمل قول الوصي أميرالمؤمنين عليه السلام: (العدل أن لا تتهمه) وكلامه عليه السلام أولى بالإتباع.
وإذ نجز التوحيد بعد تكافح .... ببيض براهين مهندة (1) بتر(2)
وبعد طعان بالأدلة إنه .... لألم(3) من طعن المثقفة السمر
بتلك قطعنا واقتطعنا بهذه .... كلا الفيلسوف المعتدي وكلا الجبر
وكم سبع قد سن في الشرك ظفره .... بغىسربنا(4) عدوا فعاد بلا ظفر
وما الثعلب النحاس(5) من عادة له .... يصول على ليث الشرا(6) البين المكر
ولا الحية الرقشاء في لسعاتها .... تخوف قرص(7) الخاز باز ولا الدبر
وما قابل الفهر الزجاج (8) مصادما .... فراح سليما من مصادمة الفهر
ومن ضرب الصخر اعتمادا(9) برأسه .... تفلق منه الرأس من ذلك الصخر ومايستوي البحران عذب ومالح .... وليس بغاث الطير تأوي مع النسر
صفحة ٢٥