العظام لا يكون في المصر منهم إلا واحد بعد واحد فطوبى لبلدة كان فيها اثنان منه والأوتاد واحد في اليمن وواحد بالشام وواحد في المغرب وواحد في المشرق والله تعالى يدير القطب في الآفاق الأربعة من أركان الدنيا كدوران الفلك في أفق السماء وقد سترت أحوال القطب وهو الغوث عن العامة والخاصة غيرة من الحق عليه غير أنه يرى عالما كجاهل أبله كفطن تاركا آخذا قريبا بعيدا سهلا عسيرا آمنا حذرا وكشفت أحوال الأوتاد للخاصة وكشفت أحوال البدلاء للخاصة والعارفين وسترت أحوال النجباء والنقباء عن العامة خاصة وكشف بعضهم لبعض وكشفت أحوال الصالحين للعموم والخصوص ليقضي الله أمرا كان مفعولا انتهى وقول السائل هل ثبتت الصحبة لغير العشرة فجوابه نعم بالأدلة الصحيحة الصريحة بعدد لا يحصى وإيجاد لا يستقصى ومن ثم قال بعض الأئمة أما عدة أصحابه صلى الله عليه وسلم فمن رام حصر ذلك رام أمرا بعيدا ولا يعلم حقيقة ذلك إلا الله تعالى لكثرة من أسلم من أول البعثة إلى أن مات النبي صلى الله عليه وسلم وتفرقهم في البلاد والبوادي وقد روى أنه سار عام الفتح في عشرة آلاف من المقاتلة وإلى حنين في اثني عشر ألفا وإلى حجة الوداع في تسعين ألفا وإلى تبوك في تسعين ألفا وقد روى أنه قبض عن مائة ألف وأربعة وعشرين ألفا والله أعلم بحقيقة ذلك ولا تختص الصحبة ببني آدم بل تعم غيرهم من العقلاء كالجن لأنه صلى الله عليه وسلم مبعوث إليهم قطعا وأما الملائكة فينبني ثبوت ذلك لهم على ثبوت بعثته إليهم وفيه خلاف وقال الجلال وقد عد بعض المحدثين في جملة الصحابة عيسى والخضر وإلياس قال الذهبي في تجريد الصحابة عيسى ابن مريم عليهما الصلاة والسلام نبي وصحابي فإنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم فهو آخر الصحابة موتا ا ه والرواة عنه ألف وخمسمائة وقول الحاكم أربعة آلاف رده الذهبي وأين هذا الجاحد لغير
صفحة ٤