وقد نقل كلام الذهبي مقرًّا له: الصفدي وابن الملقن وغيرهما.
ولهذا قال عبد الله السكندري ــ وهو من المعتقدين في ولاية الشاذلي ــ: «لم يكن من أولاد الحسن بن علي من اسمه محمد له عقب، وإنَّ الذي أعقب من أولاد الحسن السبط: زيد الأبلج، والحسن المثنى، كما نصّ عليه غير واحد» (^١).
ولد سنة إحدى وسبعين (^٢) وخمسمائة بقبيلة الأخماش الغمارية، قرب سَبْتة. وببلدته نشأ وحفظ القرآن وطلب العلم، ورحل إلى فاس فقرأ على العلماء وقيل إنه كان يعد للمناظرة في العلوم! ثم تاقت نفسه للعبادة فتزهد وتنسك وجاهد نفسه وراضها وساح وجال ولزم الخلوة عن الناس.
أخذ أولًا الطريقة بفاس عن محمد بن حرازم بن سيدي علي بن حرازم. ثم جعل يطلب القطب، فبلغ به المطاف إلى العراق فاجتمع بأبي الفتح الواسطي فقال له: تطلب القطب بالعراق وهو في بلادك؟ ! فرجع إلى المغرب فوُصِف له وليٌّ هناك وكان برأس الجبل فصعد إليه، وكان الشيخ عبد السلام بن مشيش، فأفاض عليه من العلوم وقال له: «طلعت إلينا فقيرًا
_________
(^١) ومن الغرائب زعمهم أنَّ عبد السلام بن مشيش شيخ الشاذلي لما لقي أبا الحسن الشاذلي ــ ولم يكن رآه قبل ذلك ــ قال له على وجه الكشف!: «مرحبًا بعلي بن عبد الله بن عبد الجبار ...» وساق نسبه إلى النبي ﷺ، ثم قال له: «يا علي ارتحل إلى إفريقية واسكن بها بلدًا تسمى شاذلة، فإن الله يسميك الشاذلي، وبعد ذلك تنتقل إلى مدينة تونس ويؤتى عليك بها من قبل السلطنة، وبعد ذلك تنتقل إلى بلاد المشرق، وترث فيها القطبانية». انظر «درة الأسرار» (ص ٢٣ - ٢٤).
(^٢) تحرف في كثير من المصادر إلى «تسعين».
المقدمة / 27