الرد على القائلين بوحدة الوجود

الملا علي القاري ت. 1014 هجري
52

الرد على القائلين بوحدة الوجود

محقق

علي رضا بن عبد الله بن علي رضا

الناشر

دار المأمون للتراث

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٥هـ - ١٩٩٥م

مكان النشر

دمشق

النَّبِيين وَالصديقين وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ غير المغضوب عَلَيْهِ وَلَا الضَّالّين وَقد ثَبت عَن النَّبِي ﷺ أَنه قَالَ (الْيَهُود مغضوب عَلَيْهِم وَالنَّصَارَى ضالون) وَقَالَ طَائِفَة من السّلف من انحرف من الْعلمَاء فَفِيهِ شبه من الْيَهُود وَمن انحرف من الْعباد فَفِيهِ شبه من النَّصَارَى وَلِهَذَا تَجِد أَكثر المنحرفين من أهل الْكَلَام من الْمُعْتَزلَة وَنَحْوهم فِيهِ شبه من الْيَهُود حَتَّى إِن عُلَمَاء الْيَهُود يقرأون كتب شُيُوخ الْمُعْتَزلَة ويستحسنون طريقتهم وَكَذَا شُيُوخ الْعباد وَنَحْوهم فِيهِ شبه من النَّصَارَى وَلِهَذَا يميلون إِلَى نوع من الرهبانية والحلول والاتحاد وَسَائِر أَنْوَاع الْفساد فِي الِاعْتِقَاد وَالله رؤوف بالعباد وَقد ذكر ابْن الْمقري صَاحب الْإِرْشَاد فِي متن الرَّوْضَة أَن من شكّ فِي تَكْفِير الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَطَائِفَة ابْن عَرَبِيّ كفر قَالَ شَارِحه الشَّيْخ زَكَرِيَّا أَي الَّذين ظَاهر كَلَامهم عِنْد غَيرهم الِاتِّحَاد وَغَيره وَهُوَ بِحَسب مَا فهمه كبعضهم من ظَاهر كَلَامهم وَالْحق أَنهم مُسلمُونَ أخيار وَكَلَامهم جَار على اصطلاحهم كَسَائِر الصُّوفِيَّة وَهُوَ حَقِيقَة عِنْدهم فِي مُرَادهم وَإِن افْتقر عِنْد غَيرهم مِمَّن لَو اعْتقد ظَاهره كفر إِلَى تَأْوِيل لِأَن اللَّفْظ المصطلح عَلَيْهِ حَقِيقَة فِي مَعْنَاهُ الاصطلاحي مجَاز فِي

1 / 64