113

الرد على القائلين بوحدة الوجود

محقق

علي رضا بن عبد الله بن علي رضا

الناشر

دار المأمون للتراث

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٥هـ - ١٩٩٥م

مكان النشر

دمشق

سُبْحَانَهُ عين الْعَالم حِين أجَاب فِرْعَوْن حَال الْخطاب وَالْعِقَاب فخاطبه فِرْعَوْن بذلك اللِّسَان وَبنى عَلَيْهِ أساس الْبَيَان فَقَالَ ﴿لَئِن اتَّخذت إِلَهًا غَيْرِي لأجعلنك من المسجونين﴾ لِأَنَّك أجبْت بِجَوَاب يُوَافق أمثالي من المدعين إِلَى آخر مَا ذكره من كَلَام المبطلين وَهَذِه مِنْهُ مَسْأَلَة جزئية مَبْنِيَّة على قَاعِدَة كليه لَهُ فِي العينية الَّتِي هِيَ مَذْهَب الوجودية والدهرية والحلولية والاتحادية الَّذين وَقع الْإِجْمَاع على كفرهم من الطوائف الإسلامية كَمَا دلّ عَلَيْهِ الْآيَات القرآنية وَالْأَحَادِيث النَّبَوِيَّة وعقائد السَّادة الصُّوفِيَّة المرضية من الْجَمَاعَة السّنيَّة البهية قَالَ المؤول إِن مُوسَى ﵇ لما قَالَ رب الْمشرق وَالْمغْرب وَهُوَ بِلِسَان الْإِشَارَة أَنه سُبْحَانَهُ عين الْعَالم لِأَن الرب عبارَة عَن المربي والموجد والمنشيء وَهُوَ مبدأ الْآثَار وَالْأَحْكَام والمبدأ الْمُقَارن عين كَمَا تقدم فَقَالَ فِرْعَوْن إِنَّك جعلت الرب عين الْعَالم وَأَنا من الْعَالم وَلَو كنت من بني آدم فَأَكُون فِي دَعْوَى الألوهية صَادِقا وَفِي ادِّعَاء الربوبية مَعَك مُوَافقا وَأَنت وَلَو كنت معي فِي هَذَا الْأَمر شَرِيكا إِلَّا أَن مرتبتي مرتبَة التحكم بِحَسب الظَّاهِر فعارضه بِأَن لي أَيْضا تحكم بِالْأَمر الباهر كَمَا بَينه بقوله أَو لَو جئْتُك بِشَيْء مُبين قَالَ فِرْعَوْن فأت بِهِ إِن كنت من الصَّادِقين وَبِالْجُمْلَةِ هَذِه المكالمة بِلِسَان الْفطْرَة لَا بِلِسَان الفكرة انْتهى وَلَا يخفى أَن هَذَا لَيْسَ جَوَابا عَن فَسَاد كَلَامه وَإِنَّمَا توضيح لتحقيق مرامه

1 / 125