112

الرد على القائلين بوحدة الوجود

محقق

علي رضا بن عبد الله بن علي رضا

الناشر

دار المأمون للتراث

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٥هـ - ١٩٩٥م

مكان النشر

دمشق

الْوُجُود عين الْمُمكن الْوُجُود من الْمحَال فنرجو من الله أَن يحسن الْأَحْوَال ويحفظنا من الخطل والخلل فِي الْأَفْعَال والأقوال الثَّانِي وَالْعشْرُونَ قَوْله فِي فص هَارُون ﵇ إِنَّمَا يُسَلط الله سُبْحَانَهُ هَارُون على عَبدة الْعجل كَمَا سلط مُوسَى عَلَيْهِم حَتَّى يعبد الله فِي جَمِيع الصُّور وَلِهَذَا مَا بَقِي نوع من أَنْوَاع الْعَالم إِلَّا وَقد عبد إِمَّا عبَادَة تأليهية كعبدة الْأَجْسَام وَالْكَوَاكِب وَإِمَّا عبَادَة تسخيرية كعبدة الجاه وَالْمَال والمناصب والهوى أَكثر مَا عبد من دون الله قَالَ تَعَالَى ﴿أَفَرَأَيْت من اتخذ إلهه هَوَاهُ﴾ انْتهى وَلَيْسَ فِي ظَاهر كَلَامه كفر كَمَا لَا يخفى إِلَّا أَنه يفهم من بَاطِن مرامه كَمَا يتَبَيَّن مرّة بعد أُخْرَى فِي مقَامه أَن مُرَاده بِهَذَا كُله أَنه سُبْحَانَهُ عين جَمِيع الْأَشْيَاء فَيَقْتَضِي أَن يكون معبودا فِي صور جَمِيع مظَاهر الْأَسْمَاء وبطلانه ظَاهر على الْعلمَاء وَإِن أُخْفِي على بعض السُّفَهَاء وَلَو زعم الجهلة أَنهم من الكبراء على أَن دَعْوَى عُمُوم الِاقْتِضَاء بَاطِلَة لعدم صِحَة عبودية جَمِيع الْأَشْيَاء هَذَا وَقد خلط المؤول هُنَا فِي ذكره من حل الْمُشكل بَين الْحق مِمَّا لَيْسَ تَحْتَهُ طائل فأعرضنا عَن كَلَامه لعدم تَحْقِيق مرامه الثَّالِث وَالْعشْرُونَ قَوْله فِي فص مُوسَى ﵇ إِنَّه لما جعل الله

1 / 124