رأفة منه ورحمة بالانسان ، وتعطفا منه على البشر بالاحسان ، فأخذ من مريم العذراء جسدا ، فتجسد به فصارا جميعا واحدا ، وقالوا : ألا ترون الانسان من روح وجسد ، ثم هو يدعا إنسانا باسم واحد ، فترونهما وإن سميا بالإنسان ، فليس يقال لهما : إنهما في الانسانية اثنان ، ولكن يقال : إنه إنسان واحد ، وهو كما تعلمون روح وجسد. قالوا
العقل المنبثق عنه.
الروح التي هي مصدر تتشعب منه الأرواح جميعا.
وهو يضع بذلك أساسا للتثليث ، إذ إن المنشئ هو الله ، والعقل هو الابن ، والروح هو الروح القدس.
تأثرت النصرانية بديانة متراس التي كانت موجودة في بلاد فارس قبل الميلاد بحوالي ستة قرون ، والتي تتضمن تعاليمها قصة مثيلة لقصة العشاء الرباني.
الهندوسية فيها تثليث وأقانيم وصلب للتكفير عن الخطيئة ، وزهد ورهبنة وتخلص من المال للدخول في ملكوت السموات ، والإله لديهم له ثلاثة أسماء فهو (فشنو) أي الحافظ. وسيفا (المهلك). وبراهما (الموجد). وكل ذلك انتقل إلى النصرانية بعد تحريفها.
البوذية التي سبقت النصرانية بخمسة قرون انتقلت بعض معتقداتها وأفكارها إلى المسيحية ، وإن علم مقارنة الأديان يكشف تطابقا عجيبا بين شخصية بوذا وبين شخصية المسيح عليه السلام (انظر محمد أبو زهرة : محاضرات في النصرانية).
عقيدة البابليين القديمة خالطت النصرانية ، إذ أن هناك محاكمة لبعل إله الشمس ، تماثل وتطابق محاكمة المسيح عليه السلام .
نستطيع أن نقول بأن النصرانية قد أخذت من معظم الديانات والمعتقدات التي كانت موجودة قبلها ، مما أفقدها شكلها وجوهرها الأساسي الذي جاء به عيسى عليه السلام من لدن رب العالمين.
الانتشار ومواقع النفوذ :
تنتشر النصرانية اليوم في معظم بقاع العالم ، وقد أعانها على ذلك الاستعمار والتنصير ، الذي تدعمه مؤسسات ضخمة عالمية ذات إمكانات هائلة.
لقد انتشرت الكاثولوكية بشكل كبير في إيطاليا وبلجيكا وفرنسا وأسبانيا والبرتغال.
أما الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية فمعظم انتشارها في روسيا والبلقان واليونان ، ومقرها الأصلي في القسطنطينية ، ويتبعها عدد من الكنائس الشرقية المستقلة.
أما الكنيسة البروتستانتية فمركز انتشارها ألمانيا وانجلترا والدانمرك وهولندا وسويسرا والنرويج وأمريكا الشمالية. الموسوعة الميسرة / 499.
صفحة ٤١٤