رابعا : في المعتقدات :
الألوهية والتثليث : يعتقدون بوجود إله خالق عظيم ، لأنهم كتابيون أصلا لكنهم يشركون معه الابن (عيسى)، والروح القدس (جبريل)، وبين الكنائس تفاوت عجيب في تقرير هذه المفاهيم وربط بعضها مع بعض ، مما يسمونه الأقانيم الثلاثة ويفسرونه بأنه وحدانية في تثليث وتثليث في وحدانية.
الدينونة : يعتقدون بأن الحساب في الآخرة سيكون موكولا لعيسى ابن مريم ، لأن فيه شيئا من جنس البشر مما يعينه على محاسبة الناس على أعمالهم.
الصلب : المسيح في نظرهم مات مصلوبا فداء عن الخليقة ، ذلك أن الله لشدة حبه للبشر من ناحية ولعدالته من ناحية أخرى ، فقد أرسل وحيده ليخلص العالم من خطيئة آدم حينما أكل من الشجرة المحرمة ، وأن عيسى قد صلب عن رضى تام فتغلب بذلك على الخطيئة ، وأنه دفن بعد صلبه ، وأنه قام بعد ثلاثة أيام متغلبا على الموت ثم ارتفع إلى السماء.
تقديس الصليب : يعتبر الصليب شعارا لهم ، وهو موضع تقديس الأكثرين ، وحمله علامة على أنهم من أتباع المسيح.
الصوم : هو الامتناع عن الطعام الدسم وما فيه شيء من الحيوان أو مشتقاته ، مقتصرين على أكل البقول ، وتختلف مدته وكيفيته من فرقة إلى أخرى.
الصلاة : ليس لها عدد معلوم مع التركيز على صلاتي الصباح والمساء ، وهي عبارة عن أدعية وتسابيح وإنشاد ، كما أن الانتظام في الصوم والصلاة إنما هو تصرف اختياري لا إجباري.
التعميد : وهو يعني الارتماس في الماء أو الرش به باسم الأب والابن والروح القدس ، تعبيرا عن تطهير النفس من الخطايا والذنوب.
الاعتراف : وهو الإفضاء إلى رجل الدين بكل ما يقترفه المرء من آثام وذنوب ، وهذا الاعتراف يسقط عن الانسان العقوبة بل يطهره من الذنب ، إذ يدعون بأن رجل الدين هذا هو الذي يقوم بطلب الغفران له من الله.
العشاء الرباني : يزعمون بأن المسيح قد جمع الحواريين في الليلة التي سبقت صلبه ، وأنه قد وزع عليهم حمرا وخبزا كسره بينهم ليلتهموه ، إذ إن الخمر يشير إلى دمه ، والخبز يشير إلى جسده.
الاستحالة : من أكل الخبز وشرب الخمر من الكنيسة في يوم الفصح ، فإن ذلك يستحيل فيه وكأنه قد أدخل في جوفه لحم المسيح ودمه ، وأنه قد امتزج في تعاليمه بذلك.
يحلون أكل لحم الخنزير مع أنه محرم في التوراة ، ويحرمون الختان مع وجوده في شريعتهم أصلا ، وأباحوا كذلك الربا وشرب الخمرة ، لقد قصروا التحريم في الزنى وأكل المخنوق وأكل الدم وأكل ما ذبح للأوثان.
الأصل في ديانتهم الرهبانية ، وهو العزوف عن الزواج ، لكنهم قصروه على رجال الدين ، وسمح
صفحة ٤١٢