فإن القدرية المجبرة الغاوية الضالة المضلة، زعمت أنها إنما أتيت في ارتكاب سيئاتها، وفعل كباير عصيانها من ربها لا من أنفسها، تبارك ربنا عن ذلك وتعالى علوا كبيرا.
ثم قالوا إنه سبحانه أدخلها بقضائه عليها في كبائر ذنوبها، جبرها على ذلك جبرا، وأدخلها فيه قسرا، ليعذبها على قضائه إشقاء منه لها بذلك، تعالى ربنا أن يكون كذلك، ولعنة الله على أولئك.
فرأينا عندما قالت وذكرت، وبه على الله من عظيم القول اجترأت، أن نضع كتابا نذكر فيه بعض ما ذكر الله في منزل الفرقان مما نزله على محمد خاتم النبين في الكتاب من إكذاب القدرية المجبرين.
صفحة ٢٩٧