182

ثم قال إن قال قائل: خبرونا عن العباد، أمجبورون على الأعمال(1)؛ من الإيمان والكفر، والطاعة والمعصية والغدر؟ أم لا؟ فقل: منهم من هو مجبور على ذلك، ومنهم من هو غير مجبور، فأما الذين أجبروا على الطاعة فمنهم أهل مكة، افتتحها رسول الله صلى الله عليه وآله قسرا، فأسلموا لذلك كرها، ولو لم يسلموا قتلهم، واستحل دماءهم وأموالهم، فهذا وجه القسر والجبر، وأما الوجه الآخر، فإن الله قذف في قلوبهم الهدى، وحبب إليهم الإيمان، وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان، ثم قال: {أولئك هم الراشدون}، ثم قال: {وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها وإليه ترجعون}[آل عمران: 83].

صفحة ٤٧٩