كتاب الرد والاحتجاج على الحسن بن محمد بن الحنفية
تصانيف
الفقه الشيعي
عمليات البحث الأخيرة الخاصة بك ستظهر هنا
كتاب الرد والاحتجاج على الحسن بن محمد بن الحنفية
الإمام الأعظم الهادي إلى الحق يحي بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم الرسي، أبو الحسين [245-298ه] ت. 298 هجريتصانيف
فأما السلطان الذي ذكر الله عز وجل أنه ليس له على المؤمنين؛ في قوله: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين}؛ فهو ما علم من المؤمنين من طرده ودحره، وترك طاعته في وسوسته وأمره، وأنهم لا يجعلون له عليهم سلطانا بشيء من الطاعة له من العصيان(1) لربهم، وأنهم لا يزالون مؤثرين(2) لطاعة الرحمن، محترسين من الشيطان بتلاوة القرآن، والاعتصام بذي الجلال المنان، فهم أبدا لله مراقبون، وفي طاعته ساعون، وللشيطان اللعين معادون، كما أمرهم ربهم حين يقول: {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا}[فاطر:6]، وفي كل ما أمرهم به مخالفون، فأولئك هم المهتدون؛ الذين على ربهم يتوكلون، فليس له على هؤلاء سلطان، وإنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون، وكذلك سلطانه على أوليائه، وهو دعاؤه لهم، وإغواؤه إياهم، وقبولهم منه، ومثابرتهم عليه، فلما أن قبلوا منه ولم يعصوه؛ كانت طاعتهم له السلطان له(3) عليهم إذ(4) أطاعوه، وفي دعائه اتبعوه. تم جواب مسألته.
هل يخص الله برحمته من يشاء من خلقه، أم هي عامة؟
صفحة ٤٦٢