كتاب الرد والاحتجاج على الحسن بن محمد بن الحنفية
تصانيف
وأما ماسأل عنه من قول الله سبحانه: {وتلك الأيام نداولها بين الناس}، فقال بزعمه، وتوهم بجهله؛ أن الله يديل أهل الكفر والعصيان؛ على أهل الطاعة والإيمان، وأنه أدال يوم أحد المشركين، على النبي ومن كان معه من المؤمنين؛ فليس ذلك كما ذهب إليه، وسنشرح ذلك إن شاء الله تعالى ونرد بالحق قوله عليه.
فنقول: إن الله جل جلاله يديل المؤمنين على الكافرين، ولا يديل الكافرين على المهتدين، وكذلك قال في يوم حنين: {ثم رددنا لكم الكرة عليهم} [الإسراء: 6]، فكان برده الكرة للموحدين؛ هو المديل لهم على الكافرين، ولم يقل في شيء من كتابه وما نزله من آياته؛ إنه أدال أهل الشرك والنفاق؛ على أهل الدين والإحقاق.
فأما ما ذكر الله من المداولة بالأيام، بين جميع الأنام، فإن مداولته للأيام هو إتيانه بالليل تارة وتارة بالنهار.
وما(1) يأتي به ويداول بين عباده وأرضه فيهما(2) من الأمطار؛ التي يحيى بها الأرضين، ويعيش بها جميع العالمين، قال سبحانه: {ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد*والنخل باسقات لها طلع نضيد* رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج} [ق: 9 11]، فسقى اليوم قوما هم إلى السقي محتاجون، وسقى غدا آخرين.
وما يحدث في الأيام من الأرزاق للعباد، وإحياء ما شاء من البلاد.
صفحة ٣٩١