============================================================
يجلس عند المسح في السفينة وبنى منظرة بباب القصر وياتيه المتظلم ويلعن في ذلك الوقت قائلا لا اله الا الله محمد رسول الله علي ولي الله فيسمع الخليفة كلامه فيامر بما يقدره الله تعالى على يده ولسانه من احضار الشاكي الى بين يديه وسماع كلامه او تفويض امره لوزير او قاض او والي: فبكر ذلك المظلوم الى تجاه السفينة واعلن بتلك الكلمات. فاستدعاه الخليفة وسمع كلامه واستوضح امره، وطلب موفق الدين بن الخلال واستحضر محلفات ذلك البلد لعدة سنين متقدمة وتصفحت وكشفت سنة سنة فلم يوجد لارض اللجام ذكر، فامر الحافظ باحضار ذلك النصراني ورسم بتسميره في مركب وان يطعم انواع الاطعمة وامراق الدجاج ويسقى اطيب الاشربة الممكة ويشهر به في الممالك المصرية، وبرزت اوامر الحافظ شاما ومصرا بكف يد النمة عن المباشرات واستمر ذلك الامر وضاق النصارى منه وهلكوا الى ان اتخذ الحافظ منجما حاذقا وارتبط عليه وجعل حركاته مناطة براي ذلك المنجم في كبير امره وصغيره فاعمل الحيلة جماعة من اعيان النصارى واتوا ذلك المنجم وبذلوا له الفي دينار عينا واحضروا له شخصا من النصارى يعرف بالاخرم ابن زكرى وقالوا تذكر حلية هذا في احكام طلوع الشعرى اليمانية ولا تذكر اسمه وتقول انه يدل على انه ون ولي شخص من النصارى و تذ كر صفات هذا ابن ابي ز كرى زاد النيل عن عادته ونمت الارتفاعات وزكت الاغنام والزراعات ال و كثر صيد البحر من البوري والاسماك وقدمت التجار برا وبرا وجرت قوانين الملك على اجمل الاوضاع واحسن الاحوال. فعمل ذلك الكلب المنجم اكثر مما اقترح عليه من ذلك البهتان والمحال: فعندما وقف الحافظ البب على احكامه عند طلوع الشعرى امر باحضار اعيان النصارى وتصفح حلاهم والنصارى يومخرون احضار ابان ابي زكرى مدة ايام واشتد طلب ذلك الملعون الى ان احضروتمثل
صفحة ١٨