رب الثورة: أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة

سيد القمني ت. 1443 هجري
186

رب الثورة: أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة

تصانيف

ففي بداية المرحلة التطورية للخلود الشعبي، كانوا يعتقدون أن الميت «يذهب إلى حقول أياور، حيث ينمو الشعير والقمح إلى ارتفاع سبعة أذرع، وأنه يحرث الأرض ويحصد المحصولات، فإذا أدركه التعب في المساء، جلس تحت شجرة الجميز،

30

ولعب الشطرنج أصحابه ورفاقه.»

31

ومن خلال هذه الطموحات الشعبية، تنتقل هذه الصورة فجأة إلى العالم السماوي، فتقول النصوص: إنهم سوف «... يعيشوا مخلدين في حقل الفيضان السعيد، أي الحدائق السماوية، حيث توجد الوفرة والأمن على الدوام»،

32

بينما يقول قائل للمتوفى: «إن أبواب السماء مفتوحة لجمالك، إنك تصعد وذنبك مغفور»،

33

وبجانب القول بالسماء كمقر للخلود، فإن النصوص تعود دائما بتصوراتها إلى العالم السفلي ، كما جاء في كتاب الموتى - بعد مرحلة تطورية - أن الميت سيكون له «مقره أمام الإله العظيم وهو يخرج إلى حقل ياور، يدخل ويخرج في العالم السفلي، ويسكن حقل ياور، ويقيم وقتا في حقل «الطعام»، ذلك المكان الفسيح، ذو الرياح الكثيرة، حيث هو هناك قوي ممجد، «ويشرب ويحب»»،

34

صفحة غير معروفة