الأول] (١) الأحاديث التي قيل فيها حسنٌ صحيحٌ، مع أنه ليس له إلاَّ مخرجٌ واحدٌ. قال: وفي كلام الترمذي في مواضع يقول: " هذا حديثٌ (٢) حسنٌ صحيحٌ لا نعرفه إلاَّ من هذا الوجه ". قال: " والذي أقوله في جواب هذا السؤال: أنه لا يشترط في الحسن قيد القصور عن الصحيح، وإنما يجيئه القصور ويفهم ذلك فيه إذا اقتصر على قوله: حسن، فالقصور يأتيه من قيد الاقتصار لا من حيث حقيقته وذاته. وشرح هذا وبيانه: أن ههنا صفاتٍ للرواة تقتضي (٣) قبول الرواية، ولتلك الصفات درجاتٌ بعضها فوق بعض: كالتيقظ، والحفظ، والإتقان مثلًا.
فوجود الدرجة الدنيا: كالصدق وعدم التهمة (٤) بالكذب (٥)، لا ينافيه وجود ما هو أعلى منه: كالحفظ والإتقان. فإذا وجدت الدرجة العليا وَلَمْ (٦) يناف ذلك وجود الدنيا: كالحفظ (٧) مع الصدق، فيصح أن يقال في هذا: إنه حسن باعتبار وجود الصفة الدنيا، وهي الصدق مثلًا، صحيح باعتبار الصفة العليا وهي الحفظ والإتقان، ويلزم على هذا أن يكون كل صحيح حسنًا، ويلتزم ذلك ويؤيده ورود قولهم: هذا حديثٌ حسنٌ في الأحاديث الصحيحة، وهذا موجود في كلام المتقدمين " (٨) انتهى.
_________
= لم أر مثله فيمن رأيتُ، توفي في حادي عشر صفر، سنة اثنتين وسبعمائة. طبقات الشافعية للسبكي (٥/١١٥) رقم (١٣٢٦)، وطبقات الحفاظ ص (٥١٦) رقم (١١٣٤) من الطبقة العشرين.
(١) هذه العبارة ليست في نص "الاقتراح" ص (١٩٨)، وإنما أدرجها الإمام السيوطي عوضًا عمَّا حذفه من نص الاقتراح. قال ابن دقيق العيد: "وأقول: أما الأول فيرد عليه الأحاديث التي قيل فيها حديث حسن صحيح مع أنه ليس لها إلا مخرج واحد، ووجه واحد".
(٢) "حديث": ساقطة من "ك".
(٣) في (ك): " يقتضي ".
(٤) في (ك) ش "وعدمه المتهمة".
(٥) في (ك): " كالكذب ".
(٦) في الأصل (لم): والصواب ما أثبته، والله أعلم.
(٧) "والإتقان فإذا وجدت الدرجة العليا لم يناف ذلك وجود الدنيا كالحفظ": ساقطة من "ش".
(٨) الاقتراح في بيان الاصطلاح، لابن دقيق العيد، ص (١٩٩، ٢٠٠) .
1 / 13