وقريب منه ما روي من طريق عبد الله بن أبي الهذيل، أن رجلا من بكر بن وائل انتقد القرشيين، فقال: لتنتهين قريش أو ليجعلن الله هذا الأمر في جمهور من العرب غيرهم، فلما سمعه عمرو بن العاص، قال له: كذبت، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «قريش ولاة الناس في الخير والشر إلى يوم القيامة». أخرجه الترمذي(1)، وأحمد (2).
وفي هذه الرواية عبد الله بن أبي الهذيل، وهو وإن ذكر في الثقات فقد وصف بأنه كان متعصبا لبني أمية، قال العجلي(3): كان عثمانيا. وقد اضطربت روايته فرويت كما تقدم، ورواها الطبراني(4) على نحو آخر، فيها: أن معاوية كتب إلى عمرو بن العاص يخبره بذلك.
وما روي من طريق الزهري قال كان محمد بن جبير بن مطعم يحدث أنه بلغ معاوية أن عبد الله بن عمرو يحدث أنه سيكون ملك من قحطان، فغضب معاوية فقام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال، أما بعد فإنه بلغني أن رجالا منكم يحدثون أحاديث ليست في كتاب الله ولا تؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأولئك جهالكم، فإياكم والأماني التي تضل أهلها، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله في النار على وجهه ما أقاموا الدينج». هكذا أخرجه البخاري (5). وفي رواية لأحمد(6): «لا ينازعهم أحد إلا أكبه الله على وجهه ما أقاموا الدين».
صفحة ٤٧