وأحيانا تروى من طريق شخص مغمور يسمى أبا الصادق، قال ابن سعد: قليل الحديث يتكلمون فيه (1). وأحيانا من طريق حفص بن خالد العبدي عن أبيه، وهما مجهولان. قال الهيثمي(2): لم أعرفهما. وقال البزار: لانعلمه يروى عن علي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد.
ووهم راو مجهول يقال له معاذ بن عوذ الله؛ فرواها بسند رواية علي، واختار لها اللفظ المروي عن أبي موسى، ثم أسندها إلى أبي سعيد. وقد تنبه لذلك الطبراني (3) فقال: لا يروى عن أبي سعيد إلا بهذا الاسناد تفرد به معاذ بن عوذ الله.
واستشهد لهذا الحديث بروايات أخرى، ذكر أنها كانت حاضرة عند النزاعات الأولى في الخلافة، سنوردها هنا للمزيد من الإيضاح، ولن أتطرق لتفصيل الكلام فيها لأن ذلك يخرجنا عما نحن بصدده ولأن لتلك الروايات ألفاظ متعددة وظروف مختلفة تجعل معانيها متعددة.
ما روي من طريق حميد بن عبد الرحمن، عن أبي بكر، أنه روى في احتجاجه على الأنصار يوم السقيفة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «قريش ولاة هذا الأمر فبر الناس تبع لبرهم وفاجرهم تبع لفاجرهم». أخرجه أحمد(4).
وفيه انقطاع لأن حميد بن عبد الرحمن لم يدرك أبا بكر، نص على ذلك كل من الهيثمي(5)، وابن حجر(6). هذا إلى جانب أن الرواية المشهورة في الصحيحين وغيرهما لم يذكر فيها أن أبا بكر احتج بهذا الحديث، وجاء في روايات أخرى أنه إنما قال من رأيه: «إن العرب لا تعرف هذا الأمر إلا في قريش هم أوسط العرب نسبا ودارا». فلعل الراوي وهم في ذلك.
صفحة ٤٦