* وأما الذين رأوا أن تلك الأحداث كانت مؤامرة لإقصاء بطن معين من قريش، أو خليفة كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد نص عليه بعينه؛ فقد ساقوا لذلك شواهد وروايات، غير أنما يحتاج إلى تفسير منطقي ومعقول بعيدا عن ضغط الموروثات الطائفية المسلمة؛ هو أن أكثر من جهة رشحت خليفة، فالأنصار رشحوا خليفة، ورشح بعض المهاجرين أبا بكر، وبعضهم رشح عليا، حتى معاوية بن أبي سفيان رغم أنه ليس من المهاجرين ولا من الأنصار كان يرى نفسه مرشحا للخلافة، فقد روى عنه عبد الملك بن عمير أنه قال: ما زلت أطمع في الخلافة منذ قال لي رسول الله: «يا معاوية، إذا ملكت فأحسن»(1). ولم يشتهر أن أحدا من أولئك ادعى يومها أنه منصوص عليه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، رغم الحاجة إليه، ولو كان شيء من ذلك لاشتهر كشهرة أحداث السقيفة على الأقل.
صفحة ٢٥