ولا يعمل عملا ينتج خيرا غير إغرائه بالقيان وقيادته عليهن؛ فإنه لا ينجم الأمر إلا وغايته فيهن العشق، فيعوق عن ذلك ضبط الموالي ومراعاة الرقباء وشدة الحجاب، فيضطر العاشق إلى الشراء، ويحل به الفرج، ويكون الشيطان المدحور.
والعشق داء لا يملك دفعه، كما لا يستطاع دفع عوارض الأدواء إلا بالحمية، ولا يكاد ينتفع بالحمية مع ما تولد الأغذية وتزيد في الطبائع بالازدياد في الطعم.
ولو أمكن أحدا أن يحتمي من كل ضرر ويقف عن كل غذاء، للزم ذلك المتطبب في آفات صحته، ونحل جسمه وضوي لحمه، حتى يؤمر بالتخليط، ويشار عليه بالعناية في الطيبات. ولو ملك أيضا صرف الأغذية واحترس بالحمية، لم يملك ضرر تغير الهواء ولا اختلاف الماء.
وأنا واصف لك حد العشق لتعرف حده:
صفحة ١٦٦