223

قشر الفسر

محقق

الدكتور عبد العزيز بن ناصر المانع

الناشر

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

مكان النشر

الرياض

والنَّاصل: المضروب بالنَّصل، وهو فاعل بمعنى مفعول كقولهم: ناقةٌ ضاربٌ، أي: قد ضربها الفحل، و(عيشة راضية)، أي مرضية أي: إذا ضرب إنسانًا بسيفه لم يبق فيه ما يحتاج له إلى إعادة الضربة، ويجوز أن يكون معناه: لا يُنصل خضابُه، فيحتاج إلى إعادته.
قال الشيخ: من رأى التَّخضيب والنَّاصل في بيت، علم أنه لا يجوز أن يُحمل النَّاصل على المضروب حتى يحتاج إلى كل هذا التَّعسُّف والتَّكلُّف والاستشهاد على ما لا معنى له، وهو ما ذكره آخرًا، أنه يخضب منها، أي: من الدِّماء، وإن لم يتقدم ذكرها، فإنها جارية بين الضَّرب والطِّعن أبدًا. فتىً لا يعيد على النَّاصل، أي: لا يُعيد الخضاب على الشَّعر النَّاصل، فإن نصوله عنه خروج نفسه عن جسمه، وسمعت اللُّحى بالضَّم والقصر واللِّحاء بالمد والكسر كقوله:
. . . . . . . . . . . . . . . ... فِرقًا تهزُّونَ اللِّحاَء الشِّيبا
(يجودُ بمثلِ الذي رمتُمُ ... فلَمْ تُدركوهُ على السَّائلِ)
(فإنَّ الحسامَ الخضيبَ الذي ... قُتِلْتمْ به في يدِ القاتلِ)

2 / 228