173

قشر الفسر

محقق

الدكتور عبد العزيز بن ناصر المانع

الناشر

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

مكان النشر

الرياض

(طارَ الوُشاةُ على صَفاءِ ودادِهمْ ... وكذا الذُّبابُ على الطَّعامِ يطيرُ) قال أبو الفتح: قوله طار الوشاة على صفاء ودادهم كلام جيد، والمصراع الثاني دونه جدًا، ومعنى طار ذهبوا، وهلكوا لما لم يجدوا بينهم مدخلًا. قال الشيخ: لا أدري ما هذا التفسير؟ ومناه عندي: طار الوشاة على صفاء ودهم ليكدروه بنمائمهم ووشاياتهم فطُردوا، وكذلك الذُّباب يطير على الطعام لينقصه فيُطرد، فشبه الوشاة بالذُّباب في الحقارة والذِّلة والخُبث والخساسة. وقال من مطلع أبيات: (مَرَتْكَ ابن إبراهيمَ صافيةُ الخمرِ ... وهُنِّئتَها منْ شاربٍ مسكرِ السُّكْرِ) قال أبو الفتح: أراد مرأتك، أي تغلب السُّكر، إما لأنك ممن لا يغلبه مخلوق، فإذا لم يغلبك السُّكر، ومن عادته أن يغلب كل أحدٍ، فكأنك قد غلبته، وإما لأنه استحسن شمائلك لحسنها.

1 / 175