ثم إنني سأريكم شجرة تنمو فوقها العرائس؛ ولذلك سماها الناس «أبو العرائس»، وليس لتلك العرائس أم، بل لهم أب فقط، ولكنكم لا تستطيعون أن تتصوروا أي أب هو، بشواربه الاثني عشر، وذقونه الاثني عشر الشبيهة بذقون الجدي، وفي لون الجزر، وعرائس الأسرة كلها في هيئة واحدة، فقد احمروا لطول بقائهم في الشمس!
وسأريكم غابة تصنع العرائس مكسوة بملابسها، مكسوة بسبعة قمصان بيضاء، ومن فوقها شد الأب عباءة ذات لون أخضر فاتح، وسترون هذه العرائس واقفة على الشجرة ملفوفة بملابسها «المكشكشة.»
سترون العرائس بشعورها الحمراء المجعدة وسنأخذها معنا، ونقص شعرها لنعطيها ملابس أخرى؛ وذلك لأن شجرة العرائس شجرة ذكية، فهي تصنع أيضا لآلئ من العنبر الأصفر التي تأكلها الأرانب بالليل في ضوء القمر.
ليس هذا إلا جزءا صغيرا جدا مما سأريه لكم، وإذا أراد بابا - ويجب أن يريد وإلا ضربناه بجوارب ماما - فسأريكم أشياء أخرى كثيرة خلف النهر وخلف التل، وخلف الأماكن التي يطن فيها النحل ويجأر الدب. (4) سن سعيدة
على المائدة
الملعقة لا تمسك باليد اليسرى ... حاسب على الفوطة ... ستوسخها! ولست أدري ما العمل؟ فالأطفال يوسخون خمسة أطقم من المفارش كل يوم! لقد قلت لك: إنك ستصيب ملابسك بالبقع.
هيا ... ارفع كوعك فسينغمس في الصلصة، والخبز لا يقضم قضم الفئران، بل تؤخذ منه كسرة، يؤكل اللباب مع القشرة! حاسب ... تمخط ... لقد فقدت منديلك مرة أخرى ... هيا ... مخط أنفك بقوة ... مخطه مرة أخرى ... ألم تسمع؟ ... تمخط بكل قواك أيها القذر الصغير ... هيا ... غيروا له طبقه! انظروا إلى هذا الخنزير ... ستأكل ما قلت لك أن تأكله لا ما تريده، إن من يريد أن يصبح جميلا يجب أن يأكل الشعرية، شدوا أذنه! يا إلهي ... لم أر قط أطفالا عصاة إلى هذا الحد، من الذي علمك أيها الأبله أن تضع الصلصة البيضاء في «الكومبوت»! امسح فمك! لا ليس بكمك أيها القذر بل بالفوطة! لقد لوثت وجهك حتى العينين، وبقيت الشعرية على أنفك! لا! لا! اشرب ماء فالنبيذ ليس للأطفال، وستشرب منه في مقتبل العمر!
هل لك أن تسرني بأن تقلع عن «التكشير»، وإلا أخذت علقة على عجزك بدلا من الكمثرى، فالكمثرى تقشر قبل أن تؤكل!
لا تمسك السكين هكذا، فستجرح نفسك ... هه! ... أخيرا ... لقد تعلمت كيف تقشر الكمثرى، الفظ النفاية في الطبق ... هه! لقد أوشكت أن تختنق، وفي المرة القادمة لن تستمع إلي فتكون الطامة.
لقد أكلت جيدا؟ ... قبل يدي وقل شكرا ... هيا ... قبل! ... لا بطرف شفتيك بل من كل قلبك ... لا بونون الآن بل بعد فترة.
صفحة غير معروفة