الناسك :
جعلت روحي تنطلق من جسد دفنته بنفسي. شعت الروح كالفجر. ورأيت نفسي، رأيت حقيقتي وجها لوجه. وبعدها أصبحت بلا ماض ولا حاضر. ارتفعت فوق الحياة والموت. حلقت فوق حدود التراب. وأخيرا دخلت المملكة التي لا موت فيها ولا حياة، هنالك تجد نفسك وأنت تسعى على الطريق. تبني وتهدم، تجد وتوجد، تخلق وتخلق. هنالك تكون على الطريق ومعه وفيه. تتحد بكل شيء، ويتحد بك كل شيء. تتجمع حولك كل المخلوقات دون أن تحرك ساكنا، تغير كل شيء دون أن تفعل شيئا، تسحق وتولد نقيا كالوليد البريء. عندئذ تكون أنت الكامل والكمال.
القيصر (مأخوذا) :
الكامل والكمال؟!
الناسك :
وعندها ترفرف خفيفا على أجنحة الفراغ، وتتجول في الجهات الست، تسكن قصر اللامكان في مملكة العدم، تغوص في بحر الأبدية، وتحرك كل الأمواج دون أن تتحرك.
القيصر :
أسكن قصر اللامكان؛ في مملكة العدم. أغوص في بحر الأبدية! ولكن ... ولكن كيف أحكم المملكة؟
الناسك :
عندئذ، لن تسأل هذا السؤال.
صفحة غير معروفة