فعلى هذا يخرج المبهمات (1) من المشترك على القولين لعدم تعدد الوضع المستقل بالنسبة الى كل واحد من الجزئيات.
أما على قول قدماء أهل العربية فظاهر.
وأما على القول الآخر ، فلأن الملحوظ حين الوضع هو المعنى الكلي ووضع لكل واحد من الجزئيات بوضع واحد لا متعدد.
ولا ينافي ذلك ثبوت الاشتراك في الحروف بالنسبة الى المفهومات الكلية كالتبعيض والتبيين (2) ، وإن لم نقل باشتراكها في خصوص الموارد الجزئية.
وإن اختص الوضع المستقل بواحد ، فهو الحقيقة ، والباقي مجاز إن كان الاستعمال فيها بمجرد المناسبة والعلاقة مع القرينة.
وإن كانت مجرد الشهرة ليدخل المجاز المشهور كما سيجيء ، أو منقول إن ترك المعنى الحقيقي أولا ووضع لمعنى آخر بمناسبة الأول ، أو استعمل المعنى المجازي وكثر استعماله الى أن وصل الى حد الحقيقة.
فالمنقول قسمان : تخصيصي ، وتخصصي.
والثاني يثمر بعد معرفة تاريخ التخصيص.
وهذا كله في الأسماء ظاهر ، وأما الأفعال والحروف ؛ فالحقيقة والمجاز فيهما إنما هو بملاحظة متعلقاتها وتبعيتها كما في نطقت الحال : (ليكون لهم عدوا)(3).
__________________
(1) كالحروف وأسماء الاشارة ونحوها.
(2) كاشتراك حرف من مثلا بين مفهوم التبيين ومفهوم التبعيض ومفهوم الابتداء ، وكاشتراك الباء بين الالصاق والسببية وغيرهما ، وقد أشار الى دفع ذلك بقوله : ولا ينافي ذلك ثبوت الاشتراك في الحروف.
(3) القصص : 8.
صفحة غير معروفة