وأما ايفيجانا ساوس فهو نوع من الشعر أحدثه علماء الطبيعيين، وصفوا فيه العلوم الطبيعية؛ وهو أشد أنواع الشعر مباينة لصناعة الشعر.
وأما اقوستقى فهو نوع من الشعر يقصد به تلقين المتعلمين لصناعة الموسيقار، وهو مقصور على ذلك، ولا ينتفع به فى غير هذا الباب.
فهذه هى أصناف أشعار اليونانيين ومعانيها على ما تناهى إلينا من العارفين بأشعارهم وعلى ما وجدناه فى الأقاويل المنسوبة إلى الحكيم أرسطو فى صناعة الشعر وإلى ثامسطيوس وغيرهما من القدماء والمفسرين لكتبهم. وقد وجدنا فى بعض أقاويلهم معانى ألحقوها بأواخر تعديدهم هذه الأصناف، ونحن نذكرها أيضا على ما وجدناها فنقول:
إن الشعراء إما أن يكونوا ذوى جبلة وطبيعة متهيئة لحكاية الشعر وقوله ولهم تأت جيد للتشبيه والتمثيل: إما لأكثر أنواع الشعر، وإما لنوع واحد من أنواعه، ولا يكونوا عارفين بصناعة الشعر على ما ينبغى، بل هم مقتصرون على جودة طباعهم وتأتيهم لما هم ميسرون نحوه، وهؤلاء غير مسلجسين بالحقيقة لما عدموا من كمال الروية والتثبت فى الصناعة. ومن سماه مسلجسا شعريا فذلك لما يصدر عنه من أفعال الشعراء.
صفحة ١٥٥