63

============================================================

نسبة إلى الظاهر بيبرس؛ وأغلب الظن إذن آن الناسخ المذكور جاء فى عصر متاخر عن عصر ابن دقماق وابن الجيعان، فأخذ عنهما فى "الباب الثالث" ثم أضاف المستحدث من النواحى بعد الروك الناصرى ، ولم يأبه بما جاء فى الأصل من "كتاب قوانين الدواوين" لأن اهتمامه كان موجها لإثبات ما يعاصره من النواحى وليس الاقتصار على ما كان موجودا فى عصر الدولة الآيوبية؛ لذلك أصبح لزاما علينا ألا نقيم وزنا للباب الثالث من هذه النسخة وما احتواه من نواح بواح وعبرات ومسايح فى صدد الكتاب الذى نقوم الآن على نشره ؛ ويلوح أن الناسخ

لم يقتصر فى التعديل والزيادة على "الباب الثالث) فحسب، وإنما تعداه على وجه اخص إلى "الباب السادس" أيضا حيث أفاض من عنده فى التقويم الزراعى، و أدخل عليه مادة جديدة وتوسشع فى أمرها، فابن ماتى مثلا قصر تقويمه فى النسخ الآخرى على بعض المسائل الفلكية وما يتعلق بها من شؤون الزراعة حسب الشهور القبطية ، ولكن ناسخ تلك المخطوطة مزج ذلك بكثير من المسائل الخارجة التي لا يظن أن كاتبا عالما كابن مماتي يقع فيها ، تذكر من ذلك على سبيل التمثيل

بعض الاعياد الإسلامية البحتة التى يتوقف تحديدها على التواريخ الهجرية القمرية ولا علاقة لها بأيام السنة القبطية كالمولد النبوى وغيره ؛ إلا أننا آثرنا أن ندمج هذه المعلومات بأكملها فى الحواشى دون المتن حرصا على ماقد يكون فيها من فوائد اضافية فى بعض الموضوعات ؛ وهنالك ملاحظة ختامية عن هذه المخطوطة وهى أن ناسخها لم يتقيد بنص "كتاب قوانين الدواوين" الأصلى ، وإنما عمد إلى تحسين اسلوبه ، فأصلح كثيرا من العبارات والألفاظ ، وأسقط بعضها ، وغير وبدل وأضاف فى المتن، كما يتضح ذلك فى موضعه من الحواشى فيما يأتي؛ ومع كل هذا فإننا لم نغمطه حقه فى الأخذ ببعض قراءاته المصوبة كلما وجدنا لذلك مبررا لا يتناقض وروح الأصل "غ" فى إثبات النص الصحيح ما استطعنا لذلك سبيلا،

وعلى وجه اخص في المقدمة والبابين الأولين .

صفحة ٦٣