من الأخلاق الملائمة لجهله، من الصولة، والنخوة ، والطيش، والحلم من الله الكريم، والإمهال لهذا العبد الجاهل العديم، يخسف به الأرض كما خسف بقارون، حيث قال : (قال إنما أوتيته على علم عندي) وخرج على قومه في زينته، ولم يخرج في أثواب ذلته وتواضعه، ف (قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي- قارون)، (وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون فخسفنا به وبداره الأرض)عوقب بنقيض قصده، طلب العلو، فهوى به طلبه إلى تخوم الأرض.
ولذلك جاء في الحديث : بينا رجل يمشي، إذ عجب بنفسه في حلة يتبختر فيها، فخسف به، فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة، أو نحو هذا.
فنسأل الله العظيم أن يكسينا أثواب العبودية، والتعظيم لمالك البرية، ويوفقنا على ذل نفسنا، وعزة ربنا، معبودنا، إنه أرحم الراحمين، وأكرم الأكرمين، آمين، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد، وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
صفحة ٥١