وأنزل عنه مثله حين أركب
وما الخيل إلا كالصديق قليلة
وإن كثرت في عين من لا يجرب
إذا لم تشاهد غير حسن شياتها
وأعضائها فالحسن عنك مغيب
ولن يقول مثل هذا الشعر إلا الشاعر المتعمق الذي لا يقنع بالمظاهر وحدها بل يتغلغل بروح متصوفة إلى ما خلفها ولو وصف أحقر الأشياء، والمتنبي هنا يندمج في نفسية جواده حينما يصفه هذا الوصف المدهش ويجعلك تشعر أنك في حضرة نبي للشعر نافذ ببصيرته إلى كل شيء، ومن كان هذا أمره كان الترجمان الصادق للحياة وكان المفسر النابه للوجود.
وإذا تمعنا في قول أبي العلاء المعري في لزومياته:
يا شهب إنك في السماء قديمة
وأشرت للحكماء كل مشار
أخبرت عن موت يكون منجما
صفحة غير معروفة