7
قال أبو خازم القاضي: «بل الرأي عندي أن يجيبه مولاي الأمير إلى ما طلب، فيعقد بين الدولتين آصرة توثق ما بينهما على التعاون فيما يعود على المسلمين بالخير والمنعة.»
قال المعتضد: «وماترى أنت يا أبا إسحاق؟»
قال: «يا مولاي، ما أرى خمارويه إلا قد أراد أن يشرف بصهر أمير المؤمنين ويتقي عوادي الزمن على دولته الناشئة، فهو بهذا الاقتراح على مولاي يفيء إلى الطاعة
8
بعد معصية، ويعتز بمكانته من دولة الخلافة، وما أرى مولاي أمير المؤمنين يريد من ولاته على الأطراف إلا هذين، فهو مشكور على ما قدر ودبر، وأمير المؤمنين أعلى عينا وأنفذ بصيرة.»
قال المعتضد: ماذا قلت يا أبا إسحاق؟ يفيء إلى الطاعة بعد معصية، ويعتز بمكانته من دولة الخلافة؟ فأين منك قول أخيه العباس ابن طولون:
إن كنت سائلة عني وعن خبري
فها أنا الليث والصمصامة الذكر
من آل طولون أصلي إن سألت فما
صفحة غير معروفة