قطف الجني الداني شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني
الناشر
دار الفضيلة،الرياض
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣هـ/٢٠٠٢.
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
٩ قوله: "وله الأسماء الحُسنى والصِّفاتُ العُلَى".
١ أسماءُ الله وصفاته من علم الغيب التي لا يجوز الكلام فيها إلاَّ بما جاء به الوحي من كتاب الله وسنَّة رسوله ﷺ، فيُثبَتُ لله ﷿ ما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله ﷺ من الأسماء والصفات على ما يليق به ﷾ دون تكييف وتمثيل، ودون تحريف وتعطيل، مع تنْزيهه عن كلِّ ما لا يليق به، كما قال الله ﷿: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ .
٢ جاء في القرآن الكريم إثباتُ الأسماء لله ﷿، ووَصْفُها بأنَّها حُسنَى، قال الله ﷿: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾، وقال: ﴿اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾، وقال: ﴿هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾
ومعنى كون أسماء الله حُسنَى أنَّها بلغت في الحُسن غايته ونهايته، فلا تُوصَف أسماء الله بأنَّها حسنة فحسب، بل تُوصَف بأنَّها حُسنَى، كما جاء في هذه الآيات الكريمات.
٣ أسماءُ الله كلُّها مشتقَّةٌ، تدلُّ على معان هي صفات، فالعزيزُ يدلُّ على العزَّة، والحكيم يدلُّ على الحكمة، والكريم يدلُّ على الكَرَم، والعظيمُ يدلُّ على العَظمة، واللَّطيف يدلُّ على اللُّطف، والرحمن والرَّحيم يدلاَّن على الرَّحمة، وهكذا.
وليس في أسماء الله اسمٌ جامد، وما ذكره بعضُ أهل العلم من أنَّ من أسماء الله "الدَّهر" فغيرُ صحيح؛ فإنَّ الحديثَ القدسي: "يُؤذينِي ابنُ آدم يَسبُّ الدَّهر، وأنا الدَّهر، بيدي الأمر، أُقلِّب اللَّيلَ والنَّهار" رواه البخاري (٤٨٢٦) ومسلم (٢٢٤٦)، لا يدلُّ على أنَّ من أسماء الله الدَّهر؛ لأنَّ
1 / 82