ورأوه وهم لم يكونوا مؤمنين بحياة الآخرة والرجوع إلى الله جل وعز ﴿ثم يحييكم ثم إليه ترجعون﴾ فإنما وقع التوبيخ على ما هم مقرون به ومعاينون له.
قال أبو جعفر فهذا نص كلام أبي حاتم وظاهر كلامه مستحسن حتى يتدبرون ذلك، إن التمام عنده ثم يميتكم لأنهم مقرون بهذا وإذا تدبرت قوله رأيت ما قاله غير لازم لأن الله جل وعز قد وبخهم بكفرهم في الآية وهم (لا) يقرون بالكفر، فأما مذهبه أن (ثم يميتكم) منقطع مما قبله لأنهم لا يقرون به، والبين أنه ليس كذلك، لأنهم قد لزمهم الإقرار به، لأن الذي جاءهم بالبراهين الباهرة عليهم أن يقبلوا كلما جاء به ﴿هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا﴾، قال أبو حاتم الوقف على (جميعا) حسن في السمع وليس بتمام لأن (استوى) معطوف على (خلق) فهو داخل في الصلة ولا يوقف على الصلة دون الموصول ولا على الموصول دون الصلة.
قال أبو جعفر الذي قاله كما قال إلا أن فيه وجهًا لم يذكره يجوز أن يكون ثم استوى إخبارًا من الله جل وعز منقطعًا من الأول فيصبح الوقف على جميعًا، قال أبو حاتم والوقف ﴿فسواهن سبع سموات﴾ ثم الوقف ﴿وهو بكل شيء عليم﴾، قال أبو جعفر التمام على قول أبي عبيدة وهو بكل شيء عليم لأنه زعم أن قوله جل وعز ﴿وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض
[١/ ٤٩]
1 / 49