﴿وما يضل به إلا الفاسقين﴾ فيه تقديرات ثلاثة: إن قدرت ﴿الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه﴾ مبتدأ وجعلت خبره ﴿أولئك هم الخاسرون﴾ كان (إلا الفاسقين) قطعًا تامًا، وإن قدرت (الذين) في موضع نصب بمعنى أعني أو في موضع رفع على إضمار مبتدأ كان (إلا الفاسقين) قطعًا كافيًا، وإن قدرت (الذين) نعت للفاسقين لم يكن (إلا الفاسقين) قطعًا تامًا ولا كافيًا (الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه) ليس بقطع كاف لأن ما بعده معطوف على ما في الصفة فهو داخل في الصلة ﴿ويفسدون في الأرض﴾ وقف حسن إن لم ترفع (الذين) بالابتداء ﴿أولئك هم الخاسرون﴾ قطع تام ﴿كيف تكفرون بالله﴾ ليس بقطع كاف لأنه متعلق بما بعده.
قال الفراء: المعنى (كيف تكفرون بالله وقد كنتم أمواتًا فأحياكم) قال الأخفش سعيد: ولا يتم المعنى على ﴿وكنتم أمواتا﴾ حتى تقول ﴿فأحياكم﴾، فهذا الوقف عند الأخفش وهو كما قال لأن (يميتكم) فعل مستقبل (واحياكم) ماض على أن في هذا أقوالا ثلاثة، فالأخفش يقول الوقف (فأحياكم) وأبو حاتم يقول الوقف (ثم يميتكم) وأكثر الناس تقول ﴿ثم إليه ترجعون﴾.
قال أبو حاتم وأما قوله جل وعز ﴿كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتًا فأحياكم ثم يميتكم﴾ فهذا الوقف لأن هذا مما عاينوه
[١/ ٤٨]
1 / 48