340

قصيدة وصورة: الشعر والتصوير عبر العصور

تصانيف

) (1881-1973م)، وهو من أعظم الفنانين الذين بدءوا عصرا جديدا وغيروا من طبيعة الفن ومن نظرتنا إليه، شأنه في هذا شأن عباقرة آخرين من أمثال جوتو ومايكل أنجلو وبرنيني. مر بيكاسو في تطوره الفني الطويل وتجاربه الرائدة مع اللون والشكل والخط والمرأة بمراحل متعددة، لا مجال هنا للحديث عنها. يكفي أن هذه اللوحة التي رسمها أثناء الحرب العالمية الثانية؛ أي حوالي سنة 1942/1941 تعد امتدادا للمرحلة التي بدأ فيها تصوير مصارعي الثيران وبلغت ذروتها في لوحته الكبيرة الشهيرة «جيرنيكا» التي تسجل سخطه على الحرب عموما، والحرب الأهلية في بلاده بوجه خاص، واستبشاعه للعنف والوحشية، ووقوفه في صف السلام وصفوف الفقراء والمعذبين والمنبوذين.

1

وقد ساد هذه المرحلة بطبيعة الحال مزاج سوداوي عبر عن نفسه في الأشكال المحرفة والوجوه الممزقة المقلقة والخيال المتحرر المخيف في قدرته على التكوين والتفتيت وإعادة التكوين، والبهيمية الوحشية الموحشة التي تتغلغل حتى في الآلة والجماد، بل تكاد تسري في الجمال والصفاء، كما توحي بذلك اللوحة التي نحن بصددها.

ألهمت اللوحة بعض الشعراء، منهم صديقه الصدوق جان كوكتو، وشاعرين آخرين هما: (1) لوثر كلونر (

Luthar Klunner )

ولد الشاعر سنة 1922م في برلين. درس اللاهوت وكتب القصيدة والقصة القصيرة والمقال، وترجم للشعراء الفرنسيين. كتب قصيدته هذه «امرأة ذات صدر أزرق» متأثرا بصورة للوحة بيكاسو مطبوعة بالألوان على بطاقة كان قد ثبتها على جدار حجرته الصغيرة في سنوات الطلب. «امرأة ذات صدر أزرق»

يا امرأة لا وجود لها، يا امرأتي،

يا امرأة الماء، يا عذراء يا حبيبة.

امرأة كل رسائل القلب،

أم الألوان،

صفحة غير معروفة