فقال بأدب: من رجال التربية والتعليم.
فقال باستخفاف: طظ.
فضحكت ولكنه تجهم قائلا: هذا إجرام!
فقلت كالمعتذر: الناس العاديون في حاجة إلى ذلك. - بهائم ضالة وقعت في الشرك، وعميت عن النور الحقيقي!
فقلت ملاطفا: هذا النور لا يتطلع إليه إلا الخاصة. - بل هو متاح لكل قادر على النجاة من السجن. - السجن؟ - أعني مخزن القمامة الذي تسمونه العقل!
فقلت مداهنا: صدقت.
ترى ألم ينتبه إلى الأحداث التي عاصرها؟ الحروب، المآسي، الغلاء، الديون، الفساد؟ تذكرت الأجيال؛ من اعتقل، ومن شنق، ومن هاجر، ومن فسد، ومن يتعذب. تذكرت ضحايا الأزمات القلبية، والانفجارات المخية. أكان الأفضل أن يهيموا في النور والملكوت؟ أهو جدير بالرثاء أم الحنق؟ وألح علي سؤال فسألته: أأنت راض عن حال بلدنا؟
فقال بغضب: كل شيء جميل إلا الناس.
فقلت كاظما غيظي: حدثت أمور خطيرة، وكل يوم تحدث. - ما أنت إلا أسير للأشكال والألوان.
وسكت، فاستدرك: لم يحدث شيء على الإطلاق، هذه هي المأساة!
صفحة غير معروفة