============================================================
القانون الفصل العاشر: (تعريف العلم بحسب المعلوم) تعريف العلم بحصول الصورة كما مر، جار عليه بحسب الأصل، وهو أنه مصدر، وقد يراد به المعلوم، أي فعلا أو قوة، فيعرف بحسب ذلك، وعلى هذا قد يراد به قواعد متررة يجمعها موضوع وغاية، وكلما لوحظ من ذلك بخصوصه، سمي فنا من فنون العلسم، كالفقه والنحو والأصول.
فالفقه مثلا علم1، أي معلوم، وهو اسم لمجموع قواعد، أي كليات تنطبق على جزئيات، يچمتها موضوع واحد، وهو الحكم الشرعي الفرعي، وفاية واحدة، هي معرفة ما يدان الله تعالى به بعد العقيدة، ويطلق الفقه مثلا على الملكة الحاصلة للناظر فيه، وهي الكيفية الراسخة في تفسه بتلك القواعد، من طول ممارسته لها، يقتدر بها على استحضارها، وتطبيق كل منها على جزئياتها، ورد المجهول مسن ذلك إلى المعلوم بحسب الطاقة البشرية، فيطلق عليه عند حصولها له فتيه، كمالك2 والشافعي3.
فالفقه حينئذ هو "القواعد المقررة المدونة، أو الملكة4 الحاصلة لمتعاطيه"5 وكسذا في كل فن، والأمران متلازمان باعتبار الانتفاع، فإن القواعد علم وفن نظر فيها ناظر أو لا، ولكن لا يحصل بها الاستعمال والانتفاع إلا بوجود الملكة، وكذا الملكة تعطي الوصف صاحبها في نفسه، ولكن لا مظهر لها إلا في القواعد واعلم أن العلم بهذا التفسير أعني كونه فنا 1- سيرد تفصيل قول اليوسي في الفقه كعلم مستقل بأنواعه، وكيفية ترتيبه، وأقسامه.
2- هو أبو عبد الله مالك بن أنس امام دار الهحرة، وأحد الأيمة الأعلام (95-179ه).
ت هو محمد بن إدريس بن العباس الشافعى، صاحب المذهب المعروف باسمه (150-204ه).
8- هي صفة راسحة في النفس، او استعداد عقلي خاص لتناول أعمال معينة بحدق ومهارة، مثل الملكة العددية والملكة اللغوية، ويرادفها القوة، والقدرة والإستعداد الدائم المعحم الفلسفي/2: 460.
ك ورد في ج: المتعاطية.
صفحة ١٤٥