200

============================================================

القانسون الفصل الثالث عشر: في بيان فضل العلم ومنزلته من الشرف اعلم أنا قد بينا حقيقة العلم، وبينا حكمه، فلابد من بيان فضله، فإن ذلك كله من جملة أحكامه، وقد أطبق الكتاب والسنة، والإجماع والنظر، على فضل العلم.

قال الله تعالى: ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات1 وروي في هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "العلماء فوق المومنين سبعمائة درجة، ما بين الدرجتين مائة عام"، وقال تعالى: هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون }2 وقال تعالى: شهد الله أنه كا إله إلا هو والملائكة وأؤلوا العلم) 3 فقد بدأ الله تعالى بنفسه، وثنى بملائكته، وثلث بأولي العلم، وكفى بذلك4 منزلة وشرفا، وقال تعالى: إنما يخشى اللة ون عباده العلماء5 وقال في الآية الأخرى: أولئك هم خير البريسة )" إلى قوله: ذلك لمن خشي رية7 فالآية الأولى تقتضي أن العلماء، هم الذين يخشون الله تعالى، والثانية تقتضي أن الذين يخشون الله تعالى هم خير البريئة، فينتج من أبين الأشكال، أن العلماء هم خير البريية، وهذا على أن الإشارة إلى صدر الكلام، ولو كان إلى الجزاء أو 1- المحادلة: 11.

2- الزمر: 9.

3- آل عمران: 18.

8 ورد في ج: وفي ذلك.

ك فاطر: 28.

6- البينة: 7.

7- البينة: 8.

صفحة ٣٠٢