القناعة في ما يحسن الإحاطة من أشراط الساعة
محقق
د. محمد بن عبد الوهاب العقيل
الناشر
مكتبة أضواء السلف
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٢ هـ - ٢٠٠٢ م
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
* ومنها كون السنين الخداعات قبله، ويمكن أن تكون هي الوارد أنه يكذب فيها الصادق، ويصدق فيها الكاذب، ويخون فيها الأمين، ويؤتمن فيها الخائن، ويتكلم فيها الرويبضة، أي: الرجل التافه في أمر العامة (١)، وهو المشار إليه بكون زعيم القوم أرذلهم وفاسقهم وبذم إمرة السفهاء سيما وقد ثبت "إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة" (٢).
* فلا مانع من كون [سببها] (٣) الجدب، وقد فسر خداعها (٤) بكثرة الأمطار فيها وقلة الريع (٥)؛ لأنها تطمعهم في الخصب بالمطر ثم تخلف، ويشهد له ما ثبت "ليست السنة ألا تمطروا، ولكن السنة أن تمطروا ثم لا تنبت الأرض شيئًا" (٦).
_________
(١) السنين الخداعات:
فسرت في بعض الأحاديث من ذلك حديث أبي هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: "سيأتي على الناس سنوات خداعات، يكذب فيها الصادق، ويصدق فيها الكاذب، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة".
رواه الإمام أحمد في "مسنده": (٢٥/ ٢٩١)، وابن ماجه: (٢/ ١٣٣٩، رقم ١٨٨٧)، والحاكم في "المستدرك": (٤/ ٤٦٥)، وقال: حديث صحيح ووافقه الذهبي، وذكره الألباني في "السلسلة الصحيحة": (رقم ٢٢٥٣) وصححه.
(٢) رواه البخاري في "صحيحه": (١/ ١٤٣) من حديث أبي هريرة ﵁.
(٣) ساقط من "أ".
(٤) خداع السنين:
فسر في الأحاديث الماضية بفساد أهلها، والسخاوي هنا يرى أن الجدب مع كثرة الأمطار من خداع السنين وهذا الذي ذهب إليه صحيح والله أعلم، فإن الناس إذا فسدوا عاقبهم الله ﷿ بعدم الريع وعدم الإنبات في الأرض.
(٥) الريع: الزيادة والنماء. "النهاية": (٢/ ٢٨٩)، أي: أن الأرض لا تنبت مع وجود سبب الإنبات وهو المطر.
(٦) رواه مسلم من حديث أبي هريرة ﵁: (رقم ٢٩٠٤).
1 / 38