القناعة في ما يحسن الإحاطة من أشراط الساعة
محقق
د. محمد بن عبد الوهاب العقيل
الناشر
مكتبة أضواء السلف
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٢ هـ - ٢٠٠٢ م
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
* قال أبو الحسن الآبري (١): قد تواترت الأخبار واستفاضت [وكثرت] (٢) بكثرة رواتها عن المصطفى ﷺ بخروجه وأنه من أهل بيته وأنه يملك سبع سنين وأنه يملأ الأرض عدلًا وأنه يخرج مع عيسى ﵇ فيساعده على قتل الدجال بباب لد بأرض فلسطين وأنه يؤم هذه الأُمة ويصلي عيسى خلفه. انتهى (٣).
* وحينئذ فقوله في حديث آخر: "لا مهدي إلا عيسى" أي: لا مهدي كاملًا معصومًا (٤).
_________
(١) محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم، السجستاني، أبو الحسن الآبري، المحدث الحافظ، المؤرخ، صاحب مناقب الإمام الشافعي. توفي سنة (٣٦٣ هـ). "السير": (١٦/ ٢٩٩)، "شذرات الذهب": (٣/ ٤٦).
(٢) سقطت من "أ".
(٣) نقله عنه جماعة من الأئمة منهم ابن حجر في "التهذيب": (٩/ ١٤٤)، وممن ألف حديثًا في المهدي شيخنا عبد المحسن بن حمد العباد في رسالة التي عنوانها: "عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر" فراجعها فإنها قيمة جدًّا.
(٤) تقدم تخريجه، والمعنى إن صح هذا الحديث فإنه يحمل على أن عيسى ﵇ أفضل من المهدي الذي يكون في زمان عيسى.
التعليق: خروج المهدي من الأمور المغيبة التي أخبر بها النبي ﷺ أنها تكون بين يدي الساعة؛ ولذلك عدها العلماء من أشراط الساعة. وقد اختصر المصنف ﵀ الحديث عن المهدي بخلاف ما سبق من الآيات، وكأنه يرى أن أمره واضح جلي لا يحتاج إلى كثير استدلال.
وقد وردت أحاديث كثيرة في المهدي كما قال المصنف وهي دالة على أمور منها:
١ - أنه من أهل بيت النبي ﷺ، وأن اسمه محمد وأن اسم أبيه عبد الله.
٢ - أن لقب المهدي ثابت له وأنه يحكم بعد ظهوره سبع أو ثمان سنين مباركات، ويملأ الأرض عدلًا كما ملئت ظلمًا وجورًا. كما في حديث أبي سعيد الخدري ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: "يخرج في آخر أُمتي المهدي يسقيه الله الغيث وتخرج الأرض نباتها ويعطي المال صحاحًا وتكثر الماشية وتعظم الأمة، يعيش سبعًا أو ثمانيًا يعني حججًا".
رواه الحاكم في "مستدركه": (٤/ ٥٥٧ - ٥٥٨)، وقال: (صحيح الإسناد ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي.
٣ - وأكثر العلماء على أنه هو الذي يصلي بالناس في بيت المقدس، فينزل عيسى ﵇ ويقره على إمامته =
1 / 79