ولو أنني أبتاع في السوق مثلها إذا شئت ما باليت أن أتقدما وقال آخر:
يقول لي الأمير بغير نصح تقدم! حين جد بنا المراس
وما لي إن أطعتك من حياة وما لي بعد هذا الرأس راس
وهرب الوليد من الطاعون فقيل له: (قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا (16)) فقال: ذلك القليل أطلب.
وقيل لرجل يوم صفين قد انهزم: ما خبر الناس؟ فقال: من صبر أخزاه الله، ومن انهزم نجاه الله!
209 - نصرة أهل الحق بعضهم لبعض
* ابن كثير في ((تفسيره)) في تفسير قوله تعالى: (وكان حقا علينا نصر المؤمنين):
أي هو حق أوجبه تعالى على نفسه تكرما وتفضلا كقوله تعالى: (كتب ربكم على نفسه الرحمة) وروى ابن أبي حاتم: حدثنا أبي حدثنا ابن نفيل حدثنا موسى بن أيمن عن ليث عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من امرئ مسلم يرد عن عرض أخيه إلا كان حقا على الله أن يرد عنه نار جهنم يوم القيامة)) ثم تلا هذه الآية: (وكان حقا علينا نصر المؤمنين).
210 - تزاور أرواح المؤمنين
* وفيه أيضا:
والسلف مجمعون على هذا (أي أن الميت يرد السلام على من يزور قبره) وقد تواترت الآثار عنهم بأن الميت يعرف بزيارة الحي له ويستبشر. فروى ابن أبي الدنيا في كتاب القبور عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده إلا استأنس به ورد عليه حتى يقوم)) وروى ابن أبي الدنيا بإسناده عن رجل من آل عاصم الجحدري قال: رأيت عاصما الجحدري في منامي بعد موته بسنتين فقلت: أليس قد مت؟ قال: بلى! قلت: فأين أنت؟ قال: أنا والله في روضة من رياض الجنة، أنا ونفر من أصحابي نجتمع كل ليلة جمعة وصبيحتها إلى بكر بن عبدالله المزني فنتلقى أخباركم، قال: قلت: أجسامكم أم أرواحكم؟ قال: هيهات قد بليت الأجسام وإنما تتلاقى الأرواح، قال: قلت: فهل تعلمون بزيارتنا إياكم؟ قال: نعلم بها عشية الجمعة ويوم الجمعة ويوم السبت إلى طلوع الشمس، قال: قلت: فكيف ذلك دون الأيام كلها؟ قال: لفضل يوم الجمعة وعظمته.
211 - عرض أعمال الأحياء على الموتى
* وفيه أيضا:
وأبلغ من ذلك الميت يعلم بعمل الحي من اقاربه وإخوانه. قال عبدالله بن المبارك: حدثني ثور بن يزيد عن إبراهيم عن أيوب قال: تعرض أعمال الأحياء على الموتى، فإذا رأوا حسنا فرحوا واستبشروا، وإن رأوا سوءا قالوا: اللهم راجع به. وذكر ابن أبي الدنيا عن أحمد بن أبي الحواري قال: حدثنا محمد أخي، قال: دخل عباد بن عباد على إبراهيم بن صالح (العباسي) وهو على فلسطين، فقال: عظني، فقال: بم أعظك أصلحك الله؟ بلغني أن أعمال الأحياء تعرض على أقاربهم من الموتى، فانظر ما يعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم من عملك، فبكى إبراهيم حتى أخضل لحيته.
212 - ما أضيف إلى اسم الله تعالى
* الثعالبي في ((ثمار القلوب)):
أهل الله: كان يقال لقريش في الجاهلية: عترة الله: لآل البيت، بيت الله: للكعبة، أسد الله: لحمزة، سيف الله: لخالد، قوس الله: لقوس قزح، رمح الله: للكوفة، كلب الله: للأسد، ميزان الله: للعدل.
صفحة ٥٧