25

التحصين من كيد الشياطين

تصانيف

- وأما كون رسل البشر هم رسل للجن أيضًا، وأنه لم ينبأ من الجن أحد ولم يرسل إليهم، فقد سبق تفصيل ذلك، بما أغنى عن إعادته هاهنا (١) وهو الذي عليه جمهور العلماء كما ذكره ابن قيم الجوزية ﵀ بقوله: (ولما كان الإنس أكملَ من الجن وأتمَّ عقولًا ازدادوا عليهم بثلاثة أصناف أُخَر ليس شيء منها للجن، وهم: الرسل والأنبياء والمقرّبون، فليس في الجن صنف من هؤلاء، بل حِلْيتهم الصلاح) . اهـ (٢) . - وأما كون طعامهم أوفر اللحم يجدونه عند كل عظم، وكون طعام دوابهم عند كل بَعْرَةٍ أو رَوْثٍ، فدليله قوله ﷺ مخاطبًا الجن - لَكُمْ كُلُّ عَظْمٍ ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ يَقَعُ فِي أَيْدِيكُمْ أَوْفَرَ مَا يَكُونُ لَحْمًا، وَكُلُّ بَعْرَةٍ عَلَفٌ لَدَوَابِّكُمْ (٣) . - وأما دليل وجود الشياطين منهم - والعياذ بالله - في أماكن قضاء الحاجة كالحشوش ونحوها، فلقوله ﵊: إِنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ، فَإِذَا أَتى أَحَدُكُمُ الْخَلاَءَ، فَلْيَقُلْ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ (٤) .

(١) انظر: ص١٤ وما بعدها. (٢) انظر: طريق الهجرتين وباب السعادتين (١/٤١٥) . (٣) جزء من حديث أخرجه البخاري بنحوه، كتاب: مناقب الأنصار، باب: ذِكْر الجن، برقم (٣٨٦٠)، عن أبي هريرة ﵁. ومسلمٌ بلفظه؛ كتاب: الصلاة، باب: الجهر بالقراءة في الصبح، برقم (٤٥٠)، عن ابن مسعود ﵁. (٤) الحديث أخرجه أبوداود؛ كتاب الطهارة، باب: ما يقول إذا دخل الخلاء، برقم (٦)، عن زيد بن أرقم ﵁.

1 / 27